الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
فرع تـاوريـرت ص ب : 223
T�l / 05 3 6 67 92 47
عضو الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان-عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان- عضو الاتحاد الإفريقي لحقوق الإنسان
بيان الى الرأي العام
من خــلال تتبع فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان للوضع الحقوقي بإقليم تاوريرت، تبين بأن التضييق على الحريات العامة أصبح في تزايد مطرد وبشكل غير مسبوق خصوصا هذه السنة، ويعتبر هذا مؤشرا خطيرا على نهج متشدد يضرب في العمق كل التزامات الدولة المغربية أمام المنتظم الدولي وتصديقها على المعاهـدات والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان.
يمكن فهم ذلك من خلال التراجع الخطير الذي تعرفه بلادنا ككل في مجال الحقوق الأساسية عبر لجوئها إلى قمع المظاهرات السلمية والبطش بالمتظاهرين ووصل الأمر حد اغتيال شهيد حركة 20 فبراير "كمال عماري " وقبله حدثت اغتيالات في صفوف نفس الحركة سواء بالحسيمة أو مدينة صفرو وفبركة ملفات لمحاكمات سياسية تفتقد الى المشروعية، نموذج ما يجري ببوعرفة من اعتقال تحكمي للحقوقي الصديق كبوري والنقابي المحجوب شنو وغيرهما كثير .. واستعمال البلطجة الإعلامية الرسمية المغيبة للحقيقة بغية التعتيم على نضالات الشعب المغربي و التستر على كل المفسدين
...
وإقليم تاوريرت لم يخرج عن السياق إن لم يكن يتصدره، ومرد ذلك راجع إلى طبيعة السلطات الإقليمية وعلى رأسها عامل إقليم تاوريرت المتشبع بثقافة ماضوية قمعية كنا نظن أنها ولت ... وسنقتصر على ثلاث مجالات فقط في البيــــــــــان التالي:
ـ الحــــــــــق في السكن
بمدينة العيون وفي أواخر شهر ابريل الماضي تم هدم حوالي عشرة منازل بحي الكرابة ــ من بينها مساكن بنيت منذ زمن بعيد، وعرفت عملية الهدم هذه احتجاجات بعض الأسر التي بقيت في العراء بعد إفراغها بالقوة من مأواها واستعمال ألفاظ نابية من طرف الكاتب العام للعمالة ورئيس الأمن الإقليمي واعتقل اثر ذلك مواطنان .. والشيء نفسه وقع بعين الدفلة بالعيون حيث تم هدم حوالي 40 مسكنا .. ومورست سياسة الانتقاء وتصنيف المواطنين، بحيث لم تهدم كل المنازل المبنية حديثا في حين تم استهداف أخرى رغم قِدَمِها وهي مسقفة ومبنية بالخرسانات والاسمنت المسلح ... وأصيب مجموعة من الأشخاص في هذه العملية نقلوا الى المستشفى الذي لا يتوفر على أبسط الشروط لضمان استفادة المواطنين من الحق في الصحة.. ومن جهة أخرى، تم تفريق مظاهرة بالقوة كان قد نظمها المتضررون من عملية الهدم.
وبالجماعة القروية لأهل واد زا وتحت إشراف قائد قيادة أهل تاوريرت، تم هدم منزل يوم الجمعة 27 ماي سقطت أجزاء منه على طفلة لم تبلغ بعد السنتين والنصف أصيبت إصابات بليغة على مستوى الرأس واليدين ..
وبالعـــودة الى عمليات الهدم بالعيون وأخذا بعين الاعتبار تصريحات بعض أعضاء مجلسها البلدي خلال دورة أبريل الماضية والتي أتت على ذكر شراء أصوات المستشارين تحت مسمع و حضور السلطة والمواطنين، يتضح المخطط الجهنمي الذي يحاك بمباركة من الدولة ضد ساكنة الإقليم و المتمثل في الزج بالمواطنين في تجمعات عشوائية تفتقد الى شروط الحياة الكريمة والهدف منها خلق قواعد انتخابية لا علاقة لها بفضاءات السكن المناسب المنصوص عليه في المواثيق الدولية ...
و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاوريرت إذ تتابع بقلق كبير هذا الوضع المتردي بالإقليم، تـــؤكد على ضرورة وفاء الدولة المغربية بالتزاماتها في توفير السكن اللائق لكافة شرائح المجتمع خصوصا عديمي الدخل وبمواصفاته الكونية ليس بصفته حقا جماعيا فحسب ولكنه باعتباره حقا لكل طفل وامرأة ورجل فى أى مكان..
2 ــ الحق في البيئة السليمة والمجال الأخضر
بعدما استنفذت مافيا العقارات الإجهاز على كل المساحات الخضراء والعارية ايضا وســـط المدار الحضري لتاوريرت، بداية بالسطو على الحديقة المجاورة لاعدادية علال بن عبد الله وتشييد سكن وظيفي بها تابع لعمالة الإقليم، مرورا عبر خوصصة الحديقة المعروفة منذ زمن الاستعمار المباشر بالجيدو " jet d'eau"، ثم إلى تفويت حديقة حديثة العهد مجاورة لثانوية الفتح في ظروف غامضة لتخصيصها قاعة للحفلات ومقهـــى ...وصولا إلى ما يروج حول تربص السلطات وأعيان المدينة للسطو على المساحة الفارغة للسوق المحروق وحرمان كل الساكنة من استغلالها متنفسا وفضاء أخضر،
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تعلن ما يلي :
ــ تنديدها بالقمع الممنهج الذي يطال كل الحركات المناضلة
ــ استنكارها التضييق على حقوق وحريات الأفراد والجماعات بالإقليم والاعتقال والمحاكمة التي تطال مناضلي الج و ح ش م م بكل من تاوريرت والعيــــون وكذا المراسلين والصحفيين والمدونين، بالإضافة إلى ترهيب مناضلي حركة 20 فبراير وعائلاتهم ..
ـ تشبثها بالحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي كما تنص على ذلك المواثيق الدولية والقوانين المحلية
تدعو الدولة المغربية للوفاء بالتزاماتها بخصوص توفير السكن اللائق والمحيط الملائم كما هو متعارف عليه دوليا لجميع المواطنيــن وعلى قدم المساواة
ــ تدعو ساكنة تاوريرت إلى اتخاذ الحيطة والحذر من أجل حماية المساحة الفارغة للسوق المحروق لتخصيصها كفضاء عمومي للنزهة وأي تفريط سيفوت فرصة تاريخة لا ولن تنعم بها هذه المدينة التي تكالبت عليها مافيا العقارات وحولتها الى قرية اسمنية من دون أدنى حماية من الدولة ..
تــــدين بشدة تحيز السلطات الى البلطجية والاحزاب الادارية خلال تظاهرات الاحد 19 يونيو والقمع الهمجي والحصار الذي واجهت به حركة 20 فبراير..
تدين الأحكام الجائرة الصادرة عن المحاكمة السياسية التي وجهت ضد مناضلي مدينة بوعرفة الصامدة وكل ساكنتها وتطالب بالاطلاق الفوري لسراح الرفيقين كبوري وشنو وكافة معتقلي الرأي والتعبير ..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire